Table of Contents
الحياء أَوْ الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيْمَانِ
الْمُقَدِّمَةُ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمَرَنَا بِتَكْمِيلِ الْإِيْمَانِ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ (ﷺ) الَّذِي جَعَلَ الحَيَاءَ جُزْءًا هَامَّا مِنْ أَجْزَاءِ الْإِيْمَانِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابَة أَجْمَعِينَ.
تَعْرِيفُ الْحَياءِ :
الْحَيَاء فِي اللُّغَةِ : القَبْضُ وَالْمَنْعُ : وَفِي الْإِصْطلاح : الْحَيَاهُ هُوَ تَغيير وانْكِسَار يَعْتَرِي الإنْسَانُ مِنْ خَوْفِ مَا يُعَابُ بِهِ وَيُنَم ..
أهميَّةُ الحَياءِ :
الْحَيَاء مِنَ الصَّفَاتِ الْمَحْمُودَةِ وَالْأَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ الَّتِي لَا بُدَّ أَن يَتَّصِفَ بِهَا الْإِنْسَانُ، وَهُوَ جُزْءً هَامُّ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُسْلِمِينَ، وَبِهِ يُكْمِلُ الْإِيْمَانَ لِهَذَا شَبَّهَ النَّبِيُّ (ﷺ) الْإِيْمَانَ بِالشَّجَرَةِ وَأَجْزَانُه بِالْأَعْصَانِ - وْ الحياء الغصن المهم - فَكَمَا أنَّ الشَّجَرَةَ تُكْمِلُ بِالْأَعْصَانِ كَذلِكَ الْإِيْمَانُ يُكْمِلُ بِالْحَيَاء.
فَوَائِدُ الْحَياءِ :
صَاحِبُ الْحَياءِ لَا يَقَعُ فِي الْقَبَائِعِ الشَّرْعِيَّةِ والطبيعية، وَلَا يَرْتَكِبُ الْمُنْكَرَاتِ وَالْمَنْهِيَّاتِ. وَيَمْتَدِلُ بِالْمَعْرُوفَاتِ وَالْمَأْمُورَاتِ كَمَا حَقَهَا.
الْحَيَاءُ أَهمُّ صِفَةٍ إِنْسَانِيَّةٍ :
اَلْحَيَاهُ أَهَمُّ صِفَةٍ إِنْسَانِيَّةِ للنَّاسِ، وَهُوَ يَصُدُّ النَّاسَ عَنِ الْمَعَائِبِ الَّتِي يَتَمَزَّقُ بِهَا نِظَامُ الْعَالَمِ، كَالظُّلِمِ وَالْخِيانَةِ وَالْخِدَاعِ وَغَيْرُ ذَلِكَ، لأَنَّ صَاحِبَ الْحَيَاء يَتْرُكُ هَذِهِ الصَّفَاتِ الشَّيْعَةِ اسْتِحْيَاء مِنَ اللهِ تَعَالَى.
الْحَيَاءُ مَانِعُ الْقَبَائِحِ وَالسَّيِّئَاتِ :
إِنَّ الْحَيَاءَ مَانِعُ الْقَبَائِحِ وَالسَّيِّئَاتِ وَهُوَ جُنَّةٌ لأَخْلَاقِ النَّاسِ، فَصَاحِبُ الحَياءِ يَسْتَحْيِي عَنْ جَمِيعِ الْقَبَائِحِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْفِكْرِيَّةِ وَالطَّبِيعِيَّةِ وَيُشْتَاقُ إِلَى الْمَحَاسِنِ والمَعْرُوفَاتِ.
فَمَنْ لَا حَيَاءَ لَهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ (ﷺ) : "إِذَا فَاتِكَ الْحَيَاء فَافْعَلْ مَا شِئْتَ".
الْحَيَاء شُعْبَةُ مِنَ الْإِيْمَانِ :
خَصَّ النَّبِيُّ (ﷺ) الْحَيَاءَ بِالذِّكْرِ لأَهَمِّيَّتِهَا بَعْدَ ذِكْرِ كَلِمَةٍ عَامَّةٌ تَشْمُلُ الْحَيَاء كَمَا يَقُولُ النَّبِيُّ (ﷺ) : "الْإِيْمَانُ يضَعُ وَسَبْعُونَ شُعْبَةٌ، أَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأذى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةُ مِنَ الْإِيْمَانِ".
الْخَاتِمَةُ :
عَلَيْنَا أَنْ نَتَّصِفَ بِصِفَةِ الْحَيَاء وَنَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَنَمْتَيْلُ بِأَوَامِرِه وَنَجْتَنِبُ نَوَاهِيهِ.